كتائب القسام ضد القوات الإسرائيلية في رفح

في مساء يوم الأحد 8 ديسمبر 2024، كشفت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، عن تفاصيل هامة بشأن كمين مركب نفذته ضد القوات الإسرائيلية التي توغلت في المناطق الشرقية من مدينة رفح، في جنوب قطاع غزة. وقع الهجوم قبل يومين، وتحديدًا في يوم الجمعة 6 ديسمبر 2024. كانت العملية هجومًا منسقًا ومعقدًا استهدف عدة آليات عسكرية وجنود إسرائيليين. في هذا المقال، سوف نعرض تفاصيل هذه العملية التي نفذتها كتائب القسام.

الموقع والظروف المحيطة بالهجوم:كتائب القسام

بدأت العملية في المنطقة الشرقية من مدينة رفح. هذه المنطقة، التي تقع في جنوب قطاع غزة، تشهد عادة عمليات عسكرية مكثفة. قد تكون رفح معروفة بأنها أحد الأماكن التي يكثر فيها التوغل العسكري الإسرائيلي، خاصة منذ تصاعد النزاع بين حماس وإسرائيل. في الأشهر الأخيرة، كثفت إسرائيل من عملياتها العسكرية ضد حماس في غزة، بما في ذلك رفح. بالمقابل، ردت كتائب القسام بهجمات مركزة ضد القوات الإسرائيلية.

تستفيد كتائب القسام من تضاريس مدينة رفح. تعتبر المدينة مواتية لتنفيذ الكمائن. هناك العديد من الشوارع الضيقة والمباني المحصنة، مما يجعلها مكانًا مثاليًا لتنفيذ هجمات مفاجئة ضد القوات المتوغلة.

المرحلة الأولى من الهجوم: استهداف الدبابات الإسرائيلية

في بداية الهجوم، استهدفت كتائب القسام ثلاث دبابات إسرائيلية من نوع “ميركافاة 4”. هذه الدبابات هي من أحدث المعدات العسكرية في جيش الاحتلال الإسرائيلي. لكن كتائب القسام كانت مستعدة لهذه المعدات المتطورة. استخدم مقاتلو القسام صواريخ “الياسين 105“، وهي صواريخ موجهة مضادة للدبابات. هذه الصواريخ أثبتت فعاليتها في إصابة الدبابات بدقة عالية.

الهدف الأول كان تدمير الدبابات. وبالفعل، نجح مقاتلو القسام في تدمير هذه الدبابات وتعطيلها. دمرت الدبابات بالكامل، ما أجبر القوات الإسرائيلية على التراجع. بعد ذلك، أعاد جيش الاحتلال تقييم استراتيجيته في المنطقة. كتائب القسام أثبتت قدرتها على مواجهة تفوق الجيش الإسرائيلي التكنولوجي. بعد تدمير الدبابات، كان واضحًا أن كتائب القسام استطاعت تحييد إحدى أقوى الأسلحة التي يستخدمها الجيش الإسرائيلي.

المرحلة الثانية من الهجوم: استهداف وحدة المشاة الإسرائيلية

بعد ضرب الدبابات، انتقلت كتائب القسام إلى الهجوم على القوات الإسرائيلية المتبقية. استهدفت وحدة مشاة إسرائيلية كانت قد تحصنت في منزل. كانت هذه الوحدة مكونة من سبعة جنود إسرائيليين، من بينهم جنود وضباط. كان المنزل يشكل ملجأً مؤقتًا للجنود الإسرائيليين، لكن كتائب القسام خططت للهجوم عليه.

تم استهداف هذه الوحدة بصاروخ “TBG”، وهو نوع آخر من الأسلحة المتطورة التي تمتلكها كتائب القسام. الصاروخ أصاب المنزل بشكل مباشر. أسفر الهجوم عن مقتل وإصابة عدد من الجنود الإسرائيليين. من خلال هذه العملية، أظهرت كتائب القسام قدرتها على استهداف الوحدات العسكرية، حتى لو كانت محمية داخل مباني.

الهجوم على هذه الوحدة كان خطوة مهمة في العملية. كان لهذا الهجوم تأثير كبير على معنويات القوات الإسرائيلية. كما أن كتائب القسام تمكنت من إيقاع الخسائر في صفوف الجيش الإسرائيلي. في الوقت نفسه، أظهرت كتائب القسام أنها قادرة على تنفيذ عمليات معقدة ضد قوات الاحتلال.

الهدف الثالث: استهداف جرافة عسكرية إسرائيلية

بعد ذلك، استهدفت كتائب القسام جرافة عسكرية من طراز “D9”. هذه الجرافات تستخدمها إسرائيل لفتح الطرق الدفاعية وهدم المنازل في غزة. أثناء العملية، كانت الجرافة تعمل على إزالة الحواجز والمخلفات في المنطقة. لكن كتائب القسام كانت تراقب تحركاتها.

تم استهداف الجرافة بصاروخ “تاندوم”، وهو صاروخ قوي مصمم لتدمير الآليات العسكرية الثقيلة. أصاب الصاروخ الجرافة وأدى إلى اشتعال النيران فيها. دمرت الجرافة تمامًا. الهجوم على الجرافة كان خطوة إضافية لتقليص قدرة الجيش الإسرائيلي على تنفيذ عملياته في المنطقة. بعد تدمير الجرافة، فقدت القوات الإسرائيلية أحد أدواتها المهمة في تلك العملية.

النتائج المترتبة على الهجوم: خسائر في صفوف الجيش الإسرائيلي

لقد حققت كتائب القسام نجاحًا كبيرًا في هذا الهجوم. وفقًا لتقارير حماس، أسفر الهجوم عن مقتل عدد من الجنود الإسرائيليين. كما تم إصابة العديد منهم بجروح خطيرة. على الرغم من أن الجيش الإسرائيلي لم يؤكد هذه الأرقام، إلا أن الخسائر كانت واضحة. فقد تكبدت القوات الإسرائيلية خسائر في معداتها العسكرية، بما في ذلك دبابات وجرافات.

بالإضافة إلى الخسائر البشرية، أثر الهجوم أيضًا على خطط الجيش الإسرائيلي في المنطقة. فقد أدى تدمير ثلاث دبابات، واستهداف وحدة مشاة، وتدمير الجرافة إلى تعطيل تقدم القوات الإسرائيلية في رفح. اضطر الجيش الإسرائيلي إلى التراجع مؤقتًا لإعادة تقييم استراتيجيته.

الآثار الاستراتيجية للهجوم

الهجوم الذي نفذته كتائب القسام يعتبر خطوة استراتيجية هامة. أظهرت حماس من خلال هذا الهجوم أن قدرتها العسكرية تتزايد باستمرار. على الرغم من الحصار المفروض على غزة، استطاعت كتائب القسام تطوير أسلحة متطورة. هذه الأسلحة كانت فعالة في استهداف وتدمير المعدات العسكرية الإسرائيلية.

أظهرت كتائب القسام قدرتها على استخدام التضاريس لصالحها. عن طريق تنفيذ هجمات منسقة ضد أهداف متعددة، أحدثت كتائب القسام حالة من الارتباك بين القوات الإسرائيلية. بالإضافة إلى ذلك، بين الهجوم هشاشة بعض الآليات العسكرية الإسرائيلية، مثل الدبابات والجرافات.

الهجوم كان أيضًا بمثابة رسالة إلى إسرائيل. أظهرت كتائب القسام أن الاحتلال ليس محصنًا ضد الهجمات. في المقابل، أظهرت حماس أنها قادرة على تنفيذ عمليات معقدة ومؤثرة، حتى ضد أعتى القوات العسكرية.

خاتمة

لقد كان الهجوم الذي نفذته كتائب القسام في المنطقة الشرقية من رفح في 6 ديسمبر 2024 عملية مركزة ومدروسة جيدًا. من خلال استهداف الآليات العسكرية والجنود الإسرائيليين، أظهرت كتائب القسام قدرتها على مواجهة الاحتلال الإسرائيلي بشكل فعال. لقد كانت العملية ضربة مؤلمة للجيش الإسرائيلي، حيث دمرت دبابات وجرافات، وألحقت خسائر بشرية كبيرة.

لا شك أن هذا الهجوم يعكس تطورًا كبيرًا في قدرات كتائب القسام العسكرية. كما أنه يبرز قدرة حماس على تطوير أسلحة محلية متقدمة يمكنها أن تشكل تهديدًا كبيرًا للجيش الإسرائيلي. بينما لا تزال المواجهات مستمرة، أصبح من الواضح أن كتائب القسام قادرة على تقديم ردود فعالة على محاولات إسرائيل للسيطرة على غزة.

Scroll to Top