عندما يتوجه المريض إلى عيادة الأسنان لخضوعه لعملية خلع ضرس العقل — وغالباً ما يكون الضرس الثالث الدائم أو ما يُعرف بـ ضرس العقل — يطرأ في ذهنه سؤال مهم: هل ستؤلِمني؟ في الواقع، الإجابة في معظم الحالات هي: لا، ليس الألم هو ما يرافق العملية عادةً، بل الشعور بعدم الراحة والتورّم خلال فترة النقاهة. في هذا المقال نستعرض كامل الرحلة — من الاستعداد، إلى الإجراء ذاته، ثم التعافي — بأسلوب يشرح التفاصيل ويطمئن من يواجه هذه التجربة.
التخطيط للعملية: لماذا ولماذا الآن؟
تُجرى عملية خلع ضرس العقل لعدة أسباب: قد يكون الضرس مطموراً أو لا يجد مكاناً كافياً للنمو الصحيح، ما يؤدي إلى التهابات، أو تسوّس، أو تأثير سلبي على الأسنان المجاورة. (Mayo Clinic)
قبل البدء، سيُطلب منك عادة إجراء فحص سريري وأشعة لتقييم وضعية الضرس وعلاقته بعظام الفك والأعصاب المجاورة — لتحديد مدى تعقيد الحالة ونوع التخدير المناسب.
أثناء العملية: ماذا يحدث؟
التخدير أولاً
يُعطى التخدير ليضمن إنجاز الإجراء دون ألم حاد:
- في الحالات البسيطة يُعتمد التخدير الموضعي (حقن مخدر في المنطقة حول الضرس). (Mayo Clinic)
- وفي الحالات الأكثر تعقيداً (مثل ضرس مطمور أو قريب من أعصاب) قد يُستخدم التخدير العام أو مهدّئ عبر الوريد. (Mayo Clinic)
الشعور أثناء الإجراء
بفضل التخدير، لن تشعر بالألم الحاد، لكنك قد تشعر ببعض الضغط أو تحرّك في الفك أو الضرس أثناء إزاحته أو استخراج الجزء غير المرئي. هذا الأمر طبيعي ولا يعني خطباً. (NHS Inform)
مدة الإجراء تختلف حسب الحالة: إذا كان الضرس مطموراً أو العملية معقدة، قد تستغرق وقتاً أطول. (Dentist Peshawar)
الخلاصة في هذا الجزء
باختصار: الجزء المُقلق (الألم خلال الإجراء) يتم تجنّبه بفضل التخدير. الأهم هو الاستعداد للتعاون مع الطبيب، والالتزام بتعليمات ما قبل العملية (صيام، أخبر الطبيب بالأدوية التي تتناولها، وغيرها).
بعد العملية: ما الذي يحدث؟
الشعور بالألم وعدم الراحة
بمجرد زوال تأثير التخدير يبدأ الشعور بعدم الراحة: ألم خفيف إلى متوسط وتورّم في منطقة الخلع، وربما تيبّس بسيط في الفك. هذا أمر طبيعي. (Dentist Peshawar)
عادةً، الألم يبدأ في التراجع خلال يومين إلى ثلاثة أيام، ويميل إلى الانحسار تدريجياً. (Dentist Peshawar)
التحكم بالألم والتورّم
- الطبيب سيصف لك مسكنات ألم — قد تكون دوائية أو من دون وصفة، بحسب ما يُقرّه الطبيب.
- لتقليل التورّم ينصح بوضع كمادات باردة على الخد في أول 24 ساعة بعد العملية.
- تجنّب الأنشطة الثقيلة، والامتناع عن استخدام الماصّة أو شرب المشروبات الساخنة أو ممارسة الرياضة الشديدة في الأيام الأولى. (NHS Inform)
التورّم والتعافي
في أول يومين: التورّم يكون في ذروته تقريباً.
خلال الأيام من 3 إلى 7: يبدأ التورّم في الانحسار، والتيبّس يتحسّن. (Dentist Peshawar)
وفي حوالي أسبوع إلى أسبوعين: تتحسّن معظم الأعراض، وتبدأ أنسجة المكان المتأثر في التعافي، رغم أن العظم قد يستغرق وقتاً أطول ليملأ الفراغ خلف الضرس. (Dentist Peshawar)
لماذا العملية ليست مؤلمة بشكل غير منطقي؟
- لأن التخدير الفعّال يجعلك لا تشعر بالألم الحاد أثناء الإجراء نفسه.
- وأن الألم الذي تشعر به لاحقاً هو متوقع وطبيعي، ويمكن السيطرة عليه بالأدوية والرعاية المناسبة.
- معظم الناس يمكنهم العودة إلى أنشطتهم اليومية بعد بضعة أيام، وليس مجرد أسابيع طويلة من الألم.
ملاحظات هامة: لا تتجاهلها
- احرص على تكوين جلطة دموية في مكان الضرس بعد خَلعه — هذه الجلطة تحمي العظم المكشوف من التعرض والمضاعفات. لذا تجنّب الشرب بالماصة، أو البصق العنيف، أو التدخين في الأيام الأولى. (NHS Inform)
- استخدام المسكِّنات حسب وصف الطبيب والالتزام بتعليمات النظافة والفم.
- راقب العلامات غير المعتادة: مثل ألم شديد يزداد بعد يومين–ثلاثة، أو إفراز قيحي، أو نزيف مستمر، أو خدر ثابت في الشفاه أو اللسان — كلها مؤشرات لضرورة مراجعة الطبيب. (Mayo Clinic)
الخاتمة
إن قرار خلع ضرس العقل قد يبدو كإجراء يُثير مخاوف، لكن الحقيقة هي أن غالبية المرضى يمرّون به بنجاح، دون ألم مفرط، وبعناية طبية سليمة. إن شعور الضغط أو بعض الألم بعد العملية هو أمر متوقع — وليس مؤشّراً لفشل أو خطأ — ويمكنك تجاوز مرحلة النقاهة بسهولة إذا اتبعت التعليمات واعتنيت بنفسك.


