اختبار الجديّة في الحب: هل يحبّك حقاً أم أنه يلعب بمشاعرك؟

في علاقات الحب – خاصّة في بداياتها – قد تتداخل المشاعر بين ما هو حقيقي وما هو لعب أو تمثيل. كثير من الفتيات والنساء يسألن: «هل هو يحبّني بصدق، أم أنّه يلعب معي؟». هذا السؤال ليس بسيطاً، لكن مع قليل من الانتباه والوعي، يمكننا التمييز بين الحب الحقيقي والتمثيل، بين الالتزام وبين التجربة العابرة.

في هذا المقال نطرح اختباراً مبسّطاً مكوّناً من أسئلة – مثل: «هل يُحاول الظهور بمثالية مبالغ فيها؟» – ثم نستعرض كيف يمكن قراءة النتائج، إلى جانب سرد قصصي وتقنيات صحفية لجعل الموضوع قريباً من واقعنا، من حياتنا اليومية، بل ولجعله موجهًا لكل امرأة تتساءل بصوتٍ خافت خلف باب قلبها.

لماذا نحتاج إلى اختبار «هل يحبّني أم يلعب معي»؟

قد نظنّ أحياناً أن مجرد الحب – أو ما يدّعيه الطرف الآخر – كافٍ. لكن الواقع يقول إن الحب الحقيقي لا يُكتفى بالكلمات بل يظهر في الأفعال، بل إنّ «اللعب» في العلاقات ليس دائماً مقصوداً أو مضرّاً، لكنه يصبح مؤذيًا حين يكون الطرف الآخر ليس مهتمًّا، أو يتركك في دوّامة من الأمل والشكّ.

بحسب موقع Heartful Haven، من علامات أن الشخص قد يكون يلعبك هو سلوكه غير المتّسق والمشوّش: اليوم يكون معك، غداً يغيّر المزاج أو يختفي. (Heartful Haven) في حين تذكر منصة The Mating Grounds أنّ علامات «اللاجدّية» تتضمّن عدم التخطيط للمستقبل وعدم الالتزام بمعنى العلاقة. (thematinggrounds.com) لذلك، فإنّ وجود مثل هذا الاختبار – وإن لم يكن دقيقاً مئة بالمئة – يساعد في «إيقاظ» حدسك، وفهم ما يجري.

نموذج الأسئلة: اختبر مدى جدّيته

إليك مجموعة أسئلة يمكن أن تطرحوها على نفسك بصراحة، وتقيّمي إجابتك بـ «لا/نادرًا» – «إلى حدّ ما» – «نعم/غالبًا». تذكّري أن الصدق مع الذات هو الأمر الأهمّ.

  1. هل يُحاول أن يبدو «مثاليّاً جداً» أمامك بطريقة مبالَغة، كأنّه يخبّئ ما وراءه؟
    (مثلاً: يمدح نفسه كثيرًا، يروى قصصاً يُظهر فيها تميزاً كبيراً، كأنّه يستعرض، لا كأنّه يعيش).
  2. هل تشعرين بأن سلوكه متغيّر – اليوم متفرّغ لك، غداً لا تراه أو يتجاهلك؟
  3. هل يتجنّب الحديث عن المستقبل – مثلاً لا يكلّمك عن كم سيبقيا معًا، أو لا يُقدّمك لعائلته أو أصدقائه؟
  4. هل غالباً ما يكون الاتصال أو اللقاء مُرتّباً في اللحظة الأخيرة، أو ليلاً فقط؟
  5. هل تشعرين بأن اهتمامه يتركّز على الجسد أو الوقت “الليلي” أكثر من التعلّق العاطفي أو الحياة اليومية؟
  6. هل يُحاول أن يبدو أنه «لا يلتزم بتسميات» أو يقول: «دعينا نترك الأمور تتطوّر» لكن من دون تحديد؟
  7. هل تجده يتصرّف بلطف كبير أو إطراء مبالغ به في البداية، ثم تقلّ تلك التصرفات مع الوقت؟
  8. هل تشعرين أنّ حساباته الاجتماعية، أو حياته الخاصة، مخفيّة عنك أو لا تُعرَض لك؟
  9. عندما تتحدّثين عن مشاعرك أو مخاوفك، هل يتفاعل بجدّ، أم يتجنّبك أو يقلّل من أهمّية ما تقولين؟
  10. هل تدري بأنّه يتفاعل مع نساء أخريات بطريقة تُشعرك أنّك ليستي الأولى أو الوحيدة؟

بعد الإجابة، فكّري كم عدد الأسئلة التي كانت إجابتك فيها «نعم/غالباً». إذا كان العدد كبيراً، فالاحتمال أن يكون الطرف الآخر يلعب أو ليس مستعداً لجدّية أعلى يصبح أعلى. وإذا كانت الإجابات تميل إلى «لا/نادرًا»، فهذه إشارة إيجابية إلى جديته.

خلفية قصصية: سارة وقصة «الأضواء الكذّابة»

سارة (اسم مستعار) التقت بـ محمد في مناسبة عمل. بدا الرجل جذاباً، مهتماً، يُرسل ليلاً رسائل لطيفة، يخطط لعشاء مفاجئ، يُهدي ورداً. بعد شهرين تقريباً، بدأت تصدّق أنّها «الحظّ الجميل». لكن تدريجياً، تغيّرت المعادلة: أوقات القراءة والصور المُشتركة اختفت، اللقاءات قلّت، وأيام كان لا يردّ لرسائلها. لم يكن هناك فضيلة في الأمر سوى الضغط العاطفي الذي رفعه بنفسه ليحقّقه، ثم فتح الباب وانسحب خلفه.

في إحدى الليالي، قرّرت سارة أن تتساءل بصراحة: «ما هي خطّة علاقتنا؟ إلى أين نحن ذاهبان؟». كان الردّ: «دعينا نرى كيف تسير الأمور». تلك الجملة كانت ناقوساً حقيقياً لما يعرفه الاختصاصيون بـ “تجنّب تحديد العلاقة”.

في النهاية، فهمت سارة أنّ ما عاشته لم يكن حبّاً ناضجاً، بل لعبة «مذيّع أضواء»… يمكن أن يُطفأ في أي لحظة.

قصّة سارة ليست استثنائية، بل تمثّل نمطاً شائعاً: سحرٌ أوليّ، ثم تغيّر. وتحذيراً نسمعه من المختصّين: «إذا كانت الأفعال لا تواكب الكلمات، فربّما السحر يخفي الخطر». (Break The Cycle)

ما هي علامات «الجدّية» في الحب؟

في المقابل، إن كان الرجل يحبّك بصدق ويريد علاقة ناضجة، فهناك علامات إيجابية يجب أن تلمسيها:

  • يُقدّمك إلى أصدقائه أو عائلته، يشاركك في حياته اليومية، ولا يخشى أن تُعرف العلاقة. (eNotAlone)
  • يتحدّث معك عن المستقبل: خطط عطلات، أهداف مشتركة، بيئة حياة، أو حتى اقتراحات لمَن ستكوني في حياته بعد فترة. (Break The Cycle)
  • اهتمام فعلي بك كشخص: يسألك كيف كان يومك، يتذكّر تفاصيل صغيرة، يظهر مشاعر دعم وليس فقط حضوراً سطحياً. (Simply Psychology)
  • لا يتركك في حالة انتظار دائمة؛ هو متّسق في كلامه وأفعاله، لا «يختفي» فجأة ثم يعود بلا تفسير. (livetheglory.com)
  • عندك مساحة أن تكوني أنت–أن تعبّري عن رأيك، مشاعرك، مخاوفك، وهو يتحمّلها ويستمع دون تهرّب. (Simply Psychology)

إذا لاحظتِ هذه العلامات، فهذه إشارة إيجابيّة إلى أن العلاقة تسير نحو الجدية، وليست مجرد «تمرير وقت».

كيف تُقرّين النتيجة وتتصرفين؟

1. فكّري بواقعك

بعد الإجابة عن الأسئلة، امنحي نفسك وقتاً ليومين أو ثلاثة – راقبي سلوكه. لاحظي إن كانت الإجابات التي اخترتها صحيحة أم أن هناك تفصيلات تغيّرت.

2. استمعِ لحدسك

إذا شعرتِ داخلياً أنّ شيئاً غير سليم – مثل القلق المتكرّر أو الشكّ أو الشعور بأنك «خيار ثانٍ» – فثقي بهذه الإشارة. كما ورد في النصائح المتعلقة بـ “اللعب العاطفي”: عندما تشعرين بأنك مجرد خيار أو أنك تُستخدمين، فاحذري. (Reddit)

3. احكي بصراحة

اختاري وقتاً مناسباً واجلسي معه، واجعلي الحديث صادقاً: مثلاً: «أريد أن أفهم إلى أين تمضي علاقتنا، ما الذي تبحث عنه أنت؟». استمعي لردوده، ولكن راقبي الأفعال أكثر من الكلام.

4. حدّدي ما ترغبين به

قبل أن تتوقعي من يُحبّك بصدق، حدّدي أنتِ ما تحتاجينه: هل تريدين علاقة جدّية، التزام، مستقبل؟ وهل هو مستعد لذلك؟ لا تتنازلي عن ما هو مهمّ لك، وحتى إذا كانت العلاقة «لطيفة» لكنّها بلا مستقبل أو التزام، قد يكون الأفضل إعادة تقييمها.

5. اتّخذي قرارك

  • إذا كانت النتائج تشير إلى أنّه يُحبّك بصدق ⇒ استثمري العاطفة، نعم، لكن دون أن تفقدي شخصيتك أو قواعدك.
  • إذا كانت النتائج تشير إلى أنّه يلعب أو غير مستعد ⇒ فكّري في الإنصراف أو وضع حدّ للانتظار. أنت تستحقّين من يحبّك بصدق، لا من يعيد تدوير مشاعرك.

ملاحظة للقرّاء: ليست كل علاقة تُواكب «العلامات المثالية»

من المهمّ أن ندرك أن الحبّ ليس لعبة «علامات وأرقام». قد يكون شخص ما مجتهداً لكن يتعثّر في التعبير بسبب ماضٍ أو خجل أو ظروف. لا يعني وجود بعض العلامات السلبية بالضرورة أن العلاقة انتهت — لكن وجود عدد كبير من العلامات «التحذيريّة» يستوجب الوقوف والتفكير.

مثلاً: قد يقول البعض إنّ «أحياناً يكون الرجل مرتبكاً، أو بسبب عمله لا يستطيع الالتزام فوراً». هذا ممكن. لكن الفارق هو هل هناك تقدّم؟ هل تتطوّر العلاقة؟ أم أنّك أسيرة في دائرة ثابتة من «ربّما غداً»؟ إذا كان الزمن يمضي وأنتِ فوق نفسه، يجب أن تفكّري هل تريدين استثمار المزيد من الوقت في شيء قد لا ينطلق أبداً.

خاتمة

إذًا، محطّتنا اليوم كانت مزيجاً بين اختبار واقعي وتحليل لعلامات الحب الحقيقي مقابل اللعب العاطفي. لقد رأينا كيف أن الأسئلة – مثل: «هل يحاول أن يبدو مثاليّاً؟» – ليست مجرد فضول، بل مفاتيحٌ قد تفتح عليكِ حقيقة العلاقة. قصّة سارة ذكّرتنا بأن السحر الأوّلي ليس دائماً يوماً سعيداً، وإن كان البداية جميلة.

إذا وجدتِ نفسكِ في موقف مماثل: توقفي، اسألي، راقبي، وقرّري. لأنك – بكل بساطة – تستحقّين أن تُحَبّ بصدق، لا أن تكوني جزءاً من لعبة تُنسى حين يرغَب الآخر في ذلك.

Scroll to Top