مواسم موسكو في الكويت” مهرجان يحتفي بالثقافة ويعبِّر عن شراكة عمرها الفنّ

مقدّمة: مهرجان جديد يربط بين موسكو والكويت

في أواخر سبتمبر 2025، تحوّلت الكويت إلى مسرح لحدث ثقافي عالمي من نوع خاص: مهرجان “مواسم موسكو في الكويت”. المرة الأولى التي يُقام فيها هذا المهرجان في الشرق الأوسط، حيث استقطب أكثر من 375 ألف زائر من الكويت، يعكس شغفًا وثقافةً مفتوحة نحو التعارف والتبادل الفني. الفعالية لم تكن مجرد استعراض ثقافي، بل جسراً بين بلدين، وشهادة على عمق العلاقات والتّقدير المتبادل.

مكان الزخم: حيث ضربت موسكو قلب الكويت

  • موقع الفعالية: جدُول مزدوج في قلب المدينة، بين مجمع الأفنيوز التجاري ومركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي. كريم لاختيار أماكن تجمع بين الترفيه، التسوق، الثقافة، والجمهور العائلي. )
  • توقيت المهرجان: من 25 إلى 27 (أو بحسب بعض المصادر حتى الثامن والعشرين) سبتمبر، إذ تم إعداد برنامج غني يوميًا للعائلات، الشباب، ومحبي الفن الكلاسيكي.

الأنشطة والتجارب: بين الواقع الافتراضي، الموسيقى، والشاي الروسي

  • الجناح الروسي التفاعلي في الأفنيوز: يعرض تراث موسكو وتقاليدها الشعبية، من خلال فرق تعزف على البالالايكا، وأغاني فولكلورية، وأزياء تاريخية، ومسابقات ثقافية.
  • ركن Moscow Tea Time: حيث يتذوق الزوار الشاي الروسي والحلويات التقليدية، ويلمسون نكهة الضيافة الروسية الطافحة بالدفء والطقوس.
  • جولات الواقع الافتراضي والمعارض التصويرية: تُتيح نظارات VR جولة افتراضية في شوارع موسكو، بينما يعرض المعرض الفوتوغرافي “موسكو حكاية شتاء” مشاهد من العاصمة الروسية في فصل الشتاء، مع ترك مساحات للزوار كي يعبروا عن رغبتهم بزيارة موسكو مستقبلاً.

الحفلة الكبرى: سيمفونية موسكو تعزف على مسرح الولع بالكلاسيكيات

  • الأوركسترا السيمفونية الدولة لموسكو بقيادة إيفان رودين كانت نجمة الحفل الأبرز، الذي أقيم في مركز الشيخ جابر الثقافي، حيث قدمت مقطوعات شهيرة مثل شهرزاد لريمسكي كورساكوف، طائر النار لسترافينسكي.
  • استجابة الجمهور: التذاكر نفدت في غضون 24 ساعة، مما يدل على مدى الحماس والتوقعات العالية. القاعة امتلأت بمحبّي الموسيقى الكلاسيكية، ليس فقط من الجالية الروسية، بل من الكويتيين وعشّاق الفن الكلاسيكي عمومًا.

تأثير ثقافي وسياحي: أكثر من مجرد احتفال

  • المهرجان يُعتبر خطوة كبيرة في تبادل ثقافي بين البلدين، ومبادرة دبلوماسية لينة تعزز فهم الشعوب لبعضها البعض.
  • من الناحية السياحية، سجّلت موسكو تزايدًا في عدد الزوار الكويتيين؛ ففي 2024 وحده زارها نحو 16,500 سائح كويتي، الرقَم الذي ارتفع كثيرًا مقارنة بإحصائيات السنوات السابقة.
  • كذلك، المهرجان لا يقتصر على الترفيه بل يتضمن تعليمًا موسيقيًا؛ إذ أقامت الأوركسترا ورشة لعزف البيانو لطلاب كلية التربية الأساسية، ما يضيف بعدًا تربويًا للفنّ.

تصريحات رسمية: رموز بين الفن والسياسة

  • السفير الروسي لدى الكويت عبّر عن فخره بأن موسكو تُفتح بهذا الشكل أمام جمهور الشرق الأوسط، مؤكدًا أن الثقافة والرعاية التاريخية والفنية مجالات قوية تربط الدول.
  • وزير الثقافة والإعلام الكويتي رأى أن هذا المهرجان دليل حي على قوة العلاقات التاريخية، وأن تبادل الفعاليات الثقافية يُثري المشهد الفني في البلدين.
  • ممثلو موسكو، ومنهم رئيس لجنة السياحة، شددوا على أن “مواسم موسكو” هي ليست فقط عرضًا ثقافيًا بل استراتيجية سياحية، لتعريف العالم بالعاصمة من خلال الفنون، التراث، والضيافة.

التحديات والفرص: ما الذي يمكن تعلّمه؟

  • من الناحية التنظيمية، المهرجان نجح في جذب عدّة شرائح من الجمهور، ولكن توجد دوائر نقاش حول التنسيق الزمني والنطاق الجغرافي للفعالية في الطقس الحارّ، خصوصًا عند الفعاليات الخارجية أو السفر بين المواقع.
  • ماليًا، أدّى الإقبال الكبير إلى مبيعات تذاكر قوية، وإنفاق على المأكولات، والعروض، مما يسهم في دعم اقتصاد الفنون والترفيه السلعي بالخليج.
  • على صعيد الهوية الثقافية، المهرجان أتاح منصة للكويتيين لاكتشاف الروسية بطريقة ودودَة وتفاعلية، ما قد يُحفّز الرغبة في التبادل الأكاديمي، تعلم اللغة، أو القيام برحلات سياحية موسيقية وفنية.

الخاتمة: بداية مشرقّة لعلاقة موسكو – الكويت الفنية

في النهاية، مهرجان “مواسم موسكو في الكويت” لم يكن مجرد مناسبة موسيقية أو معرض ثقافي. إنه إعلان أن العالم أصبح أصغر، وأن الفنون والتقاليد التي تبدو بعيدة يمكن أن تقترب بقوة من خلال الحدث المبدع والتنظيم الحكيم. لأول مرة، يعيش الجمهور الكويتي تجربة موسكو بلمسٍ قريب — بالأنفاس، بالألحان، بالأذواق — وربما، بالمستقبل نفسه.

Scroll to Top