هل كرانشي مقاطعة أم بديل للمنتجات الداعمة لإسرائيل؟.. اعرف الحقيقة

بداية السياق

في السنوات الأخيرة، وتحديدًا مع تجدد الصراع الفلسطيني‑الإسرائيلي وتوسّع دائرة النقاش الشعبي حول دور «الاقتصاد» كأداة ضغط سياسي، تحوّل موضوع المقاطعة من مجرد شعار إلى أحد أدوات المستهلكين في العالم العربي. من هذا المنطلق رُصد اتجاه نحو تجنّب سلع معينة تُرتبط – بشكل مباشر أو غير مباشر – بدولة الاحتلال الإسرائيلي، أو تدعمها اقتصاديًا، أو ارتبطت بأسماء علامات تجارية تمتلك فيها تلك الدولة أو شركاتٌ تتعامل معها حصصًا أو تأثيرًا.

يأتي ضمن ذلك تساؤلٌ اشتدّ حول العلامة التجارية “كرانشي” أو “Cheetos/Crunchy” والتي تُعد من أشهر رقائق البطاطس / الوجبات الخفيفة، ويُقال إنها «تندرج ضمن مقاطعة المنتجات الداعمة لإسرائيل». السؤال الذي يُطرح: هل هذا التصنيف صحيح؟ أم هل هي «بديل عن المنتجات الداعمة لإسرائيل»؟ أو ربما حالة أقل وضوحًا؟ المقالة تنطلق من هذا السؤال وتُفككه.

ما الأمر مع “Cheetos / Crunchy”؟

ملكية العلامة وأصولها

نبدأ من الوقائع الثابتة: العلامة التجارية Cheetos (كرانشي في بعض البلدان) هي علامة تابعة لشركة PepsiCo (الولايات المتحدة الأميركية) عبر ذراعها Frito‑Lay. (Wikipedia)

التوجه الإنتاجي وعلاقات الشركات

ما يُهمّ في سياق المقاطعة هو ما إذا كانت هناك أنشطة أو استثمارات للشركة أو ذراعها تؤدّي إلى استفادة إسرائيلية، أو إلى تدخّل في اقتصادٍ يُنظر إليه على أنه يدعم الاحتلال أو الاستيطان. في هذا الصدد، تُشير بعض المصادر إلى أن PepsiCo دخلت في شراكات إسرائيلية، أو أن لديها مصانع أو استثمارات هناك. مثلا، موقع «Ethical Buycott» يقول:

“PepsiCo, the owner of Cheetos, bought SodaStream for US $3.2 bn and owns 50% of Sabra both of which had taken advantage of the Israeli occupation of Palestine.” (Ethical Buycott)
كما موقع “IsraelProducts.cloud” يقول:
“While the brand itself isn’t Israeli‑owned … PepsiCo operates a manufacturing plant in Sderot, Israel…” (israelproducts.cloud)
يُضاف إلى ذلك أن بعض المواقع العربية أشارت إلى أن هناك نشاطاً أو توزيعاً محلياً في إسرائيل للعلامة. (strauss-group.com)

إذًا ما هو الاستنتاج؟

يمكن القول إن “Cheetos / Crunchy” ليست علامة إسرائيلية بحدّ ذاتها، لكنها تتبع شركة أمريكيّة (PepsiCo) التي لديها علاقات استثمارية مع شركات إسرائيليّة أو تعمل داخل إسرائيل. هذا يجعلها تُدرج لدى بعض الحركات والمستهلكين ضمن “المنتجات التي يُمكن مقاطعتها” على أساس الدعم أو العلاقة الاقتصادية مع إسرائيل، وإن لم تكن معلَنة بذلك بصورة رسمية من الشركة.

هل إذاً “كرانشي” مصنّفة رسميًا ضمن المقاطعة؟

الحقائق المتوفّرة تُشير إلى أن هناك ادّعاءات ومطالب شعبية بمقاطعة العلامة، لكن لا يبدو أن هناك “قائمة رسمية” صدرت من جهة موثوقة مثل حركة BDS Movement (مقاطعة وسحب استثمارات وفرض عقوبات) تضم “Cheetos” تحديدًا تحت بند “منتجات إسرائيلية”. على سبيل المثال، الموقع IsraelProducts يوضح:

“Cheetos aren’t explicitly named on their official boycott list.” (israelproducts.cloud)
كما موقع النزاع «Brussels Morning» أوضح أن:
“Although Lay’s is American, PepsiCo is heavily connected commercially with Israel. Activists have called for boycotts… but Lay’s itself doesn’t overtly endorse Israel.” (Brussels Morning Newspaper)
وبالمثل، لا يوجد إعلان رسمي موثّق صادر من PepsiCo يقول “نحن نستثمر في إسرائيل لدعم الاحتلال” أو أن أرباحًا تذهب مباشرة لتمويله—الأمر أكثر تعقيدًا.

ما هي الأسباب التي تجعل البعض يرى “كرانشي” ضمن المقاطعة؟

  • أحد الأسباب: وجود استثمارات أو مصانع لشركات مرتبطة بشركة PepsiCo في إسرائيل، ما يجعل بعض المستهلكين يرون أن أي شراء لـ PepsiCo (بما في ذلك Cheetos) يعني تدفقًا مالياً جزئيًا إلى اقتصاد إسرائيل. (Archive Islam)
  • سبب آخر: التفاعل الشعبي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث انتشرت هاشتاغات ومناقشات تقول “#BoycottCheetos” أو “لا تشتري Cheetos” استناداً إلى هذا الربط. (israelproducts.cloud)
  • كذلك، رغبة المستهلكين في الدول العربية بإيجاد بدائل محلية لمنتجات يتم ربطها بالاحتلال، الأمر الذي دفع إلى قوائم “بدائل” شملت رقائق البطاطس/الوجبات الخفيفة. (كما في النص الذي أرسلته أنت)

وما هي الملاحظات/الاعتراضات؟

  • أولاً، أن العلاقة بين شراء منتج مثل Cheetos وبين دعم مباشر للاحتلال ليست واضحة بالضرورة؛ فوجود مصنع أو استثمار لا يترجم تلقائيًا إلى “تمويل عسكري” أو “دعم سياسي” بالمعنى الحرفي. بل هي مسألة ضبابية حول أرباح الضرائب أو التأثير الاقتصادي.
  • ثانيًا، أن مقاطعة منتجات شركة عالمية مثل PepsiCo تشمل آلاف العلامات التجارية – ليس فقط Cheetos – ما يجعل الأمر واسعًا جدًا وصعب التتبّع من جهة الأثر.
  • ثالثًا، أن البدائل المحلية أو العربية تُطرح كحلّ، لكن ليس كل المستهلكين يملكون التفاصيل الكاملة حول جودة المنتج البديل أو مدى توفره، أو ما إذا كان البديل هو “أنقى” أو “أكثر أخلاقية” بالضرورة.
  • أخيرًا، أن حملة المقاطعة تستلزم التزامًا طويل الأمد وتأثيرًا تكتيكيًا. بعض الدراسات تقول إن المبيعات لم تتأثر بشكل جوهري في المدى القريب/المتوسط. (israelproducts.cloud)

إذًا أين نضع “كرانشي” في الخريطة؟

بناءً على ما سبق، يمكن القول:

  • من المهم: نعم، “كرانشي” (Cheetos) تُدار من شركة لها علاقات اقتصادية مع إسرائيل، وبالتالي بعض المجموعات الاستهلاكية تضعها ضمن “منتجات يُفضّل مقاطعتها”.
  • من الناحية الرسمية: لا يوجد – بناءً على المعلومات المتوفّرة – إعلان مؤكد بأن العلامة “جزء من مقاطعة رسمية دولية” أو أنها “منتج إسرائيلي بالكامل”.
  • من المستهلك: القرار يعود إلى الضمير والاختيار الأخلاقي لكل فرد: هل يرغب في الامتناع عن أي منتج حتى ولو هناك “علاقات غير مباشرة”؟ أم يكتفي بالمقاطعة الفعلية للمنتجات التي تُثبت أنها تموّل الاحتلال مباشرة؟
  • من الواقع العملي: إن كنت ترغب في تجنّب “كرانشي” لأسباب أخلاقية، فإن وجود بدائل محلية يعد خيارًا يمكن النظر فيه (كما وردَ في قوائم البديل التي أرسلتها).

البدائل المقترحة في السوق العربي

من ضمن ما تم تداوله في قوائم المقاطعة والبدائل، أشير إلى بعض البدائل التي يُروّج لها كمقترحات، مع الملاحظة أن ليست لديَّ كل تفاصيل الجودة أو السعر لكل منتج:

  • بديل رقائق البطاطس / الوجبات الخفيفة: يُشار إلى منتجات مثل “ماى واي” وغيرها.
  • بديل للعلامات التي تنتمي إلى PepsiCo أو التي يُقال عنها أنها لها “صِلة بإسرائيل”.
    (يرجى التأكّد من توفر البديل في بلدك، ومن مكونات المنتج والجودة).
    من المهم أن نذكر أن مجرد وجود بديل ليس ضمانًا مثاليًا، لكنّه خطوة في إطار “المستهلك الواعي”.

توصيات للمستهلك العربي

إليك مجموعة من النصائح التي قد تُفيدك إذا كانت لديك رغبة في “مقاطعة أو تقليل” دعم الاقتصاد الذي يُعتقد بأنه يدعم الاحتلال:

  1. تحقّق من المصدر: انظر إلى الشركة الأم، العلامة التجارية، ما إذا كانت تُسوّق محليًا تحت اسم مختلف، وما إذا كانت لديها استثمارات في إسرائيل.
  2. افهم حدود التأثير: المقاطعة لها بعد رمزي مهم، لكنها ليست بالضرورة تحوّلًا فورياً في سياسات الشركات.
  3. استعد لبديل: قُم بتحديد بديل محلي متوفّر لديك، تأكد من جودته، وتواصل مع المتاجر أو الأسواق التي تبيعه.
  4. ابقَ على اطّلاع: مطالبات المقاطعة تتغيّر، والعلامات التجارية تُعدّل استراتيجياتها، لذا ما يُعتبر مدرجًا اليوم قد يُتغيّر غدًا.
  5. قيّم العبء مقابل الفائدة: هل التجنّب سوف يأتي على حساب إنتاج محلي ضعيف؟ هل البديل أغلى بكثير؟ هل هناك تأثير اجتماعي أو اقتصادي في بلدك؟
  6. شارك المعلومات: إن وجدت معلومات دقيقة أو تحديثات عن الشركات، شاركها مع من حولك. الشفافية جزء من عملية المستهلك الواعي.

خاتمة

في ضوء ما سبق، يمكن القول إن “كرانشي” (Cheetos) ليست “منتجًا إسرائيليًا بالمعنى الحرفي” لكنها تُعد ضمن المنتجات التي تمّ ربطها اقتصاديًا بإسرائيل عبر الشركة الأم وعبر استثماراتها هناك، وهو ما جعلها يدخل نقاش المقاطعة لدى فئات من المستهلكين العرب. القرار بأن تُدرجها ضمن قائمة مقاطعة أو لا، يعود في النهاية إلى الضمير الشخصي والموقف الأخلاقي لكل مستهلك.

Scroll to Top