بعد نحو 365 يوماً فقط من انطلاق بطولة كأس العالم 2026، بات الحديث عن هوية البطل القادم لا يقتصر على التحليلات الرياضية فحسب، بل يمتدّ إلى سوق المراهنات، حيث تُقدَّر احتمالات الفوز لكل منتخب عبر الأرقام والنسب والاحتمالات. وتشير أحدث الأرقام إلى أن بعض المنتخبات تتقدّم بوضوح في السباق على الكأس، رغم أن كرة القدم، بطبيعتها، لا تعرف يقيناً مطلقاً. في هذا المقال، نستعرض أبرز 10 منتخبات تمتلك حالياً أفضل فرص للفوز، مع رصد نقاط القوة، التحدّيات، ولحظة الترقّب التي تخوضها كل منها.
1. إسبانيا (+500 تقريباً)
يُعدّ منتخب إسبانيا المرشّح الأبرز للفوز باللقب في 2026، وفقاً لتلك الأرقام التي تشير إلى فرصة متوقّعة تبلغ تقريباً “+500” أي 5 إلى 1 تقريباً. (FOX Sports)
لماذا إسبانيا؟
- بعد تتويجها ببطولة UEFA Euro 2024، شعرت الجماهير الأوروبية والعالمية بأن “اللّيارخا” عادت بقوّة، وتتمتع بجيل واعد من اللاعبين الشباب والكبار على حدّ سواء. (FOX Sports)
- تشكيلة تضم أسماء مثل لامين يمال ونيكو ويليامز إلى جانب لاعبين أكثر خبرة، وفي وسط الميدان لاعب مثل رودري يُعدّ عاملاً ثابتاً.
التحدّيات
- الضغط الملقى على منتخب إسبانيا كبير، فالمنتخب المفضّل غالباً ما يتحمّل توقعات مرتفعة، مما قد ينعكس سلباً على الأداء تحت الضغط.
- كيف سيتعامل الفريق مع تغيّر الأدوار، وإدراج لاعبين جدد ضمن التشكيلة الأساسية؟
خلاصة
إسبانيا اليوم تمثّل “الشيء الأكيد نسبياً” في قائمة التحدّيات، لكن كما نعلم، كرة القدم تُسجَّل أيضاً عبر المفاجآت والانهيارات. إن حققوا التجانس المطلوب، فسيكونوا بقوة للفوز.
2. فرنسا (+600 تقريباً)
يحتل منتخب فرنسا المرتبة الثانية كفرصة للفوز بحسب أرقام المراهنات، مع احتمالات مماثلة تقريباً لإسبانيا، وهي حوالي +600 أي 6 إلى 1 تقريباً. (Global Scarves)
لماذا فرنسا؟
- يمتلك الفريق مزيجاً من النجوم في الهجوم، كالكيليان مبابي، ومن اللاعبين ذوي الخبرة، ما يمنحه القدرة على منافسة أعتى الفرق. (Global Scarves)
- رغم عدم الفوز مؤخراً بكأس العالم، إلا أنّ فرنسا تحتفظ بقدرة عالية على بلوغ الأدوار المتقدّمة والمباريات ذات الطابع الحاسم.
التحدّيات
- الأجيال القادمة تحتاج إلى تثبيت نفسها في التركيبة، واستمرارية الأداء تحت ضغط الملاعب الكبرى تحتاج إلى مستوى ثابت.
- انتهاء حقبة بعض اللاعبين أو تغيّر في الجهاز الفني يمكن أن يؤثّر على الانسجام.
خلاصة
فرنسا تمثّل خياراً ثابتاً بين المرشّحين، وقادرة إن استمرت على نسقها الحالي أن تقف في المربع الذهبي، بل وتطمع بالفوز.
3. البرازيل (+650 تقريباً)
منتخب البرازيل، صاحب الرقم القياسي في عدد ألقاب كأس العالم (5 مرات)، يأتي ثالثاً في قائمة الاحتمالات، مع معدّل يقارب +650 أي 6.5 إلى 1 تقريباً. (FOX Sports)
لماذا البرازيل؟
- لا تزال البرازيل تُعدّ من أكبر القوى الكروية، ويُنظر إليها دائماً باعتبارها المرشّح الاعتيادي، بسبب تاريخها، ونجومها، وجمهورها الضخم.
- وجود لاعبين مثل فينيسيوس جونيور، وماركينيوس، يمنح الفريق جرعة قوة هجومية ودفاعية.
التحدّيات
- رغم المكانة، لم تفز البرازيل باللقب منذ 2002، وهو أمر يستدعي تحليل الأسباب: نقص الاستقرار التكتيكي، أو ضغط التوقعات، أو منافسة أقوى.
- مدى جاهزية اللاعبين الرئيسيين، ومدى الاستفادة من الخبرات والتوازن داخل المجموعة قد تعمل ضدّها.
خلاصة
البرازيل هي دائماً أحد المرشّحين الكبار، وإذا نجحت في تحسين توازنها وإدارة اللحظات بدل أن تكون تحت ضغط “المنتخب الذي يجب أن يفوز” – فستكون على موعد مع النهائي. أما إن تردّدت، فالفرصة ستكون أقل.
4. إنجلترا (+700 تقريباً)
منتخب إنجلترا يأتي في المركز الرابع بحسب الاحتمالات، مع تقدير يقارب +700 أي 7 إلى 1 تقريباً. (FOX Sports)
لماذا إنجلترا؟
- يضمّ الفريق لاعبين في أوج عطائهم مثل جود بيلينغهام، وهاري كين، إلى جانب شباب واعدين يسعون إلى إثبات أنفسهم.
- الفترة الحالية تُعدّ من أكثر الفترات التي تتمتع فيها إنجلترا بتركيبة جيدة من الأسماء والخبرة.
التحدّيات
- رغم القوة، لم تفز إنجلترا بكأس العالم منذ 1966، وهذا “عقدة تاريخية” تلاحقها، ويبدو أنّ الجهاز الفني الجديد يحاول تحويل هذه العبء إلى دافع.
- كما أن الضغط الإعلامي والجماهيري كبير، وأخطاء المواجهات الحاسمة غالباً ما تكبّدها إنجلترا في البطولات الكبرى.
خلاصة
إنجلترا خيار جدير بالمخاطرة، وإن تحقّق التوازن والهدوء تحت الضغط، فسيكون بإمكانها تجاوز الحاجز النفسي والتاريخي، وربما الوصول إلى أبعد من ذلك.
5. الأرجنتين (+800 تقريباً)
منتخب الأرجنتين، بصفته البطل المدافع من نسخة 2022، يُقدَّر بـ +800 أي 8 إلى 1 تقريباً للفوز في 2026. (FOX Sports)
لماذا الأرجنتين؟
- حقّقت البطولة في 2022، وانتزعت لقبها الثالث، ومازالت تمتلك مزيجاً من الخبرة القوية والنجوم المميّزين مثل مارتينيز وألڤاريس.
- الانتصار في بطولة مثل كوبا أميركا 2024 يعكس استمرار قدرات المنتخب.
التحدّيات
- تحقيق الفوز المتتابع في كأس العالم أمر نادر، وهو ما يجعل مهمة الأرجنتين صعبة من حيث التكرار.
- كذلك، فإن بعض النجوم الذين حملوا منتخب التتويج قد يواجهون نهاية أدوارهم، ما يستدعي تجديداً سريعاً.
خلاصة
رغم أن الأرجنتين ليست الأوفر حظّاً بحسب الأرقام، إلا أنها تحمل في جعبتها الكثير من الخبرة “للحظة الحسم”، وهذا قد يكون مفتاحاً. إن تمتّعت باللياقة والانسجام، فليس من المستبعد أن تخوض النهائي مرة أخرى.
6. ألمانيا (+1100 تقريباً)
يُقيم منتخب ألمانيا ضمن قائمة المرشّحين مع فرصة نحو +1100 أي 11 إلى 1 تقريباً. (FOX Sports)
لماذا ألمانيا؟
- تمتلك ألمانيا تاريخاً كبيراً في البطولة (4 ألقاب)، وما تزال تضم قاعدة جيدة من اللاعبين وإن تغيّرت بعض الأجيال.
- طبيعتهم التنظيمية والاعتماد على العمق التكتيكي تجعلهم دائماً في الصورة.
التحدّيات
- مشوار إعادة البناء يتطلّب وقتاً، وبعض المراجعات تشير إلى وجود ضعف في الهجوم، وتعويض اللاعبين الذين غادروا أو فقدوا ذروة أدائهم.
- الجماهير والمعنويات بحاجة لإشارات واضحة على أن الفريق عائد بقوّة.
خلاصة
ألمانيا غالباً ما تكون “الخيار المنطقي” ولكن ليس بالضرورة الأكثر إثارة. إذا تمكنت من تجديد نفسها بفعالية، فإنها قد تعود للمشهد التنافسي بقوة.
7. البرتغال (+1200 تقريباً)
منتخب البرتغال يأتي ضمن المرشّحين أيضاً بمعدّل حوالي +1200 أي 12 إلى 1 تقريباً. (FOX Sports)
لماذا البرتغال؟
- سبق للفريق أن فاز بدوري الأمم الأوروبية، ما يعكس تناسقاً وقدرة على تحقيق النتائج في المنافسات الكبرى.
- يضمّ لاعبين في ذروة عطائهم مثل برونو فيرنانديس، بيرناردو سيلفا، وفيتينا، مما يمنحه بنية وسط متميّزة.
التحدّيات
- الأداء في البطولات الكبرى لم يكن دوماً على المستوى المطلوب، والنتائج في كبرى البطولات الأخيرة كانت أقل ممّا تتطلّع له جماهير البرتغال.
- كذلك، سيتساءل البعض عن ما بعد رونالدو، وعن مدى انتقال القيادة إلى الجيل التالي بفاعلية.
خلاصة
البرتغال تمتلك القدرة والخيارات، وإذا وفّرت الاستقرار المطلوب، فستكون خصماً لا يُستهان به. لكنّها بحاجة إلى إثبات مستمر في المواجهات الحاسمة.
8. هولندا (+2000 تقريباً)
منتخب هولندا يُحتل مكاناً في القائمة بمعدّل حوالي +2000 أي 20 إلى 1 تقريباً، ما يجعله “فرصة كبيرة” لمن يبحث عن مفاجأة. (FOX Sports)
لماذا هولندا؟
- المنتخب لم يفز بكأس العالم أبداً رغم بلوغه النهائي ثلاث مرات، ويبدو أن الوقت قد يكون مناسباً للجيل الحالي لكتابة التاريخ.
- تشكيلة تضم لاعبين من مستوى عالٍ في الدفاع مثل فيرجيل فان دايك، وفي الهجوم خيارات متعددة مثل ميمفيس ديباي وكودي جاكبو.
التحدّيات
- التاريخ يُحمّلهم عبئاً إضافياً، وفشلهم في حسم نهائي سابق ربما يكون عبئاً نفسياً.
- يجب أن يكون هناك ثبات في الأداء، خصوصاً في مباريات خروج المغلوب التي غالباً ما حُسمت بخبرات الفرق الكبرى.
خلاصة
هولندا قد لا تكون المرشّح الأول، لكنها تُقدّم خياراً مجدّداً لمن يراهن على “المفاجأة”. إذا استمرت في التقدّم وتمكّنت من استثمار وقتها، فقد تكون مفاجأة 2026.
9. إيطاليا (+2500 تقريباً)
منتخب إيطاليا يأتي ضمن قائمة المرشّحين بفرصة تقريبية +2500 أي 25 إلى 1 تقريباً. (FOX Sports)
لماذا إيطاليا؟
- المنتخب الذي سبق له أن فاز بكأس العالم أربع مرات، ولم يزل يحمل تراثاً كبيراً، ويحتفظ بقاعدة من اللاعبين المحترفين على أعلى مستوى.
- تشكيلة تضم أسماء في الدفاع والوسط على وجه الخصوص، مما يمنحه بنية متينة.
التحدّيات
- العائق الأكبر هو كيفية العودة إلى المنافسة على اللقب بعد فترة من التراجُع، وتجديد الثقة والروح التي كانت تمثّل العلامة المميزة للمنتخب في الماضي.
- كذلك، المنافسة في أوروبا تزداد شراسة، والإيطاليون بحاجة إليكسر من نمط “الدفاع الجامد” إلى أسلوب أكثر هجوماً وتوازناً.
خلاصة
إيطاليا قد تكون “الركيزة المنتظَرة” لمن يؤمن بأن التاريخ والخبرة يلعبان دوراً كبيراً. لكن الأمر يتطلّب انسجاماً وتطوّراً حتى تصبح منافساً فعلياً للقب.
10. أوروغواي (+3000 تقريباً)
منتخب أوروغواي يُختتم به أبرز 10 منتخبات، بفرصة تقارب +3000 أي 30 إلى 1 تقريباً. (FOX Sports)
لماذا أوروغواي؟
- على الرغم من أنها دولة صغيرة نسبياً من حيث عدد السكان، فإنّ أوروغواي تحتفظ بعقلية منتخبات “الجنّة-الجنون” في كرة القدم، وقدّمت أداءً جيداً في كوبا أميركا 2024 بحصولها على المركز الثالث.
- تمتلك “نواة” شبابية واعدة مثل فيديريكو فالفيردي، وداريِن نونيز، إلى جانب ثنائي دفاعي قوي مثل رونالد آراوخو وخوسيه ماريا خيمينيز.
التحدّيات
- العائق الأبرز هو العمق مقارنة بالمنتخبات الكبيرة، وإمكانية الحفاظ على مستوى ثابت طوال البطولات الكبرى.
- كذلك، ستكون مواجهة منتخبات أكبر حجماً واحترافاً أمراً يتطلّب تركيزاً غير اعتيادي.
خلاصة
إذا كانت بعض الفرق الكبيرة تواجه “عبئاً” في التوقعات، فإن أوروغواي ربما تلعب بحرّية أكثر، وهذا يمكن أن يجعلها مفاجأة لطيفة في البطولة. ربما ليس المفضّلة، لكن لديها ما يمنحها فرصة حقيقية.
تحليل مقارن ونقاط مفتاحية
– الاحتمالات الرقمية والمراهنات
بحسب بيانات مراهنات حديثة، فإن إسبانيا تتصدّر الاحتمالات بفارق بسيط عن فرنسا، يليهما البرازيل وإنجلترا. (Oddschecker.com) لكن الأرقام ليست هي الواقع الحتمي: فالتاريخ يُظهر أنّ المنتخبات المفضّلة لا تفوز دائماً.
– التجديد مقابل الخبرة
من الواضح أن ثمة فرقاً استطاعت الجمع بين شباب واعد وخبرة كلاسيكية. الفرق التي تُحقّق التوازن بين الاثنين غالباً ما تكون الأقرب للإنجاز.
– الضغط والتوقّعات
الفريق الذي يُعلَن مبكّراً كمفضّل يواجه ضغطاً أكبر من منافسيه، وقد يؤدي ذلك إلى أخطاء أو تراجع مفاجئ. على سبيل المثال، إنجلترا، رغم قوتها، قد تُعاني من هذا الجانب.
– السياق الخاص بـ 2026
بطولة 2026 تُقام في ثلاث دول (الولايات المتحدة، كندا، والمكسيك)، وفيها نظام موسّع لـ48 منتخباً، ما قد يزيد من المفاجآت والمتغيّرات. (arXiv)
– ماذا يعني “الفرصة”؟
القيمة المشارَ إليها (مثلاً +500 أو +800) تُعبّر عن احتمالية خسارة الرهان إذا لم يفز المنتخب. ليست قياساً دقيقاً بنسبة الفوز، لكنّها تكشف كيف يراهن السوق على كل منتخب.
خاتمة
عندما تُدقّ ساعة انطلاق كأس العالم 2026، ستكون المنتخبات العشرة التي ذكرناها في قلب دائرة الضوء: إسبانيا، فرنسا، البرازيل، إنجلترا، الأرجنتين، ألمانيا، البرتغال، هولندا، إيطاليا، وأوروغواي. كلّ منها يحمل “أسباباً” تدعوه نحو اللقب، وكلّ منها يواجه “تحدّيات” قد تمنعه منه.
الأمر الأكيد: ليس هناك فريق مضمَّن للفوز، ولا أحد يملك خطّاً زمنياً مضموناً. كرة القدم تُحسم في اللحظات، في الضغط، في التوازن، وفي الأداء عندما تُشتدّ المواجهة. لذا، ستكون بطولة 2026 مزيجاً بين التاريخ، التجديد، واللحظة الحاسمة. والفائز في النهاية ليس الأكبر دوماً، بل الأكثر تهيُّؤاً لتلك اللحظة.
في النهاية، إن كنت من محبّي كرة القدم، فلا تفوّت متابعة هذه البطولة بعيون مفتوحة – إذ قد تشهد نهاية حقبة، بداية عصر، أو ولادة مفاجأة استثنائية. أما إن كنت من متابعين المراهنات، فالأرقام اليوم تمنح مؤشّرات، لكنها لا تمنح تأكيدات.


