يارا السكري تتوج أسبوع الموضة بباريس: تألق ومشروعات فنية في الأفق

في ليلة تُروى بمزيج من الأناقة والطموح، تألّقت النجمة الصاعدة يارا السكري على منصّة عرض المصمم اللبناني العالمي إيلي صعب ضمن فعاليات أسبوع الموضة في باريس، لتحرّك عدسات الكاميرات، وتستحوذ على إعجاب الجمهور والمتابعين عبر وسائل التواصل الاجتماعي. إطلالتها الخزامية الهادئة بدت وكأنها رُسِمَت بدقة – بسيطة بقدر أنوثتها، راقية بقدر حضورها – لتعبّر عن مزيج متناغم بين الذائقة العالمية والجمال العربي الأصيل.

لكنّ هذه اللحظة ليست إلا محطة من محطات يارا في رحلة الفن والجمال، فهي على أعتاب مشروعات درامية وسينمائية طموحة، ويبدو أنها تسير بخطىٍ ثابتة نحو أن تصبح فنانة شاملة تُحسب في كل الساحات.


الباريسية التي تحدّت الحدود: من العرض إلى الأنظار

حين وُضِعَت أضواء العرض على إطلالة يارا، بدا أن الفستان الخزامي – بخامته الناعمة والقَصّة البسيطة الخلابة – اختير بعناية لتُكمل ملامحها دون مبالغة. المكياج الهادئ وتسريحة الشعر المرتبة أضافا لمسة من الرقي دون أن تُطغيا على الإطلالة، مما جعلها محط اهتمام الحضور وعدسات الصحافة العالمية.

ما لفت الانتباه أيضًا هو أنها لم تكتفِ بالظهور كعارضة في هذا الحدث، بل بثّت حضور فنيًّا، وكأنها تقول: “أنا هنا أيضاً كفنانة، لا كمشاهِدة أو ضيفة فقط.” هكذا، تصبح الأمسيات الفنية موضعًا للتأكيد على هوية الفنانة، التي لا يكتفي الجمهور بمعرفة صوتها أو تمثيلها، بل بمتابعة انصهارها بين الفن والموضة والثقافة البصرية.


من الإطلالات إلى الشاشة: مشاريع كبيرة تنتظرها

“على كلاي” – تعاون جديد مع العوضي

تم الإعلان رسميًا عن مشاركتها في مسلسل “على كلاي” إلى جانب النجم أحمد العوضي، كجزء من طاقم البطلة النسائية، ضمن السباق الرمضاني لعام 2026. هذا التعاون يأتي بعد مسيرتهما المشتركة في مسلسل “فهد البطل” الذي شكّل انطلاقتها الحقيقية في التمثيل.
يُذكر أن العمل يضم نجومًا مثل درة، عصام السقا، بيومي فؤاد، وخالد سرحان، وهو من تأليف محمود حمدان وإخراج محمد عبد السلام، وتُجري الشركة المُنتجة “سينرجي” التعاقد مع بقية الأبطال استعدادًا لبدء التصوير في نوفمبر المقبل.

“صقر وكناريا” – أولى خطواتها في السينما

لم تحصر يارا نفسها في التلفزيون، بل وسّعت آفاقها نحو الشاشة الكبيرة، من خلال فيلم “صقر وكناريا” إلى جانب محمد إمام وشيكو. في هذا العمل، تجسّد يارا دور مُصمِّمة أزياء (فاشون ديزاينر) تجمعها علاقة عاطفية بالشخصية التي يؤديها إمام، مع لحظات كوميدية رومانسية منسوجة داخل حبكة الفيلم. هذا العمل يأتي ليكون أولى تجاربها السينمائية، وقد أُعلن أنها ستظهر فيه بشخصية شقيقة يسرا اللوزي في سياق الحب والمفارقات الدرامية.


ما وراء الأضواء: مواقف وتحديات في المشهد الفني

التردّد إلى القبول

في تصريحات لوسائل الإعلام، كشفت يارا أنها كانت في البداية متردّدة في خوض التمثيل، رغم العروض العديدة التي تلقتها، حتى قدّرت الأمر بأن “الوقت لم يكن مناسبًا” لها. لكن حين نابت الإرادة، وجدت أن الشركات تواصل تقديم العروض من تلقاء نفسها. (اليوم السابع)
كما قالت إنها وافقت على دورها في “فهد البطل” بعد صلاة استخارة، إذ جاءها الدور المعقَّد والمليء بالتحديات – امرأة تمرّ بمآزق اجتماعية كبيرة – فقرّرت أن تخوضه معتبرة أنه فرصة لا يجب أن تُفوَّت. (اليوم السابع)

مشاهد تتطلب التضحيات

عرّفت يارا متابعيها بأن تجربة التمثيل ليست وردية دائمًا. في “فهد البطل” خاضت مشهدًا عنيفًا مع العوضي، أدّى لشد ذراعها وإصابتها، واستغرق علاجها شهرين تقريبًا لتعافٍ كلي. (بلدنا اليوم)
كما ذكرت في لقاء إعلامي أن أدائها في مشهد الحمل، التوتر، والبكاء – يتطلب انفعالات عالية – أعدّ من أصعب المشاهد التي واجهتها في التجربة التمثيلية. (بوابة مصر 2030)

الشائعات والهوية

لم تسلم يارا أيضًا من الشائعات التي تختلط بما يُنشر عنها، مثل ربط اسمها بالفنان أحمد العوضي، وهو ما ردّت عليه بأنها لم ترتبط به، وأن تلك الأنباء جاءت نتيجة ظهورها معه في المسلسل. (Al Masry Al Youm)
وفي مرة أخرى، نشرت صورًا لها بالحجاب أثناء زيارتها لمسجد آيا صوفيا في تركيا، لفتت من خلالها أنظار المتابعين وتعكس جانبًا مؤمنًا من شخصيتها. (Al Masry Al Youm)
كما علّقت على شائعات خضوعها لعمليات تجميل، فقالت إنها ليست ضد التجميل كليًا إذا كان ضروريًا، لكنها ترفض المبالغة فيه، مشددة أن الجمال الطبيعي وقوة الشخصية أهم من التغييرات البصرية الشديدة. (صحيفة السوسنة الأردنية)


بين التحدي والطموح: أي ملامح لمسارها المستقبلي؟

  • التحوّل إلى فنانة شاملة: مشروع يارا لا يـُختزل في الغناء أو التمثيل فقط، بل هو حضور بصري وثقافي في مجالات متعددة (الموضة، الجلسات التصويرية، النشاطات العامة).
  • المخاطرة المدروسة: اختيار الأدوار التي تحمل صعوبة وإمكانات (كاسما في “فهد البطل”) قد يكسبها احترام النقاد والناس، لكنه قد يكشف نقاط ضعفها أيضًا إذا لم تُقدّم الأداء القوي.
  • الصدقية بين الجمهور: التوازن بين الصورة البصرية القوية وبين الأداء الفني الصادق سيحدد مدى قبول الجمهور لها كنجمة في كل الساحات، وليس فقط وجها جميلًا مرئيًا.
  • الاستثمار في الفرص الدولية: مشاركتها في عروض الأزياء العالمية تُعد بوابة نحو جمهور أوسع، وربما تعاونات فنية دولية في المستقبل.

إن ظهور يارا السكري في أسبوع الموضة بباريس ليس حدثًا عرضيًا، بل خطوة استراتيجية في بناء الهوية الفنية والشخصية أمام الجمهور. هو إعلان بأن جمالها ليس فقط ما تلبسه، بل ما تُقدّمه من أداء، وتُظهره من انعكاسات الداخل نحو الخارج.

من العرض البصري إلى الشاشة الدرامية والسينمائية، تسير يارا بخطوات شبه محسوبة، خاضعة لكل تجربة بصدر مفتوح، تحمل في بريق عينيها الكثير من الآمال والتحدّيات. ولن تعرف الساحة إن كانت ستحتضن فنانة متجددة قوية إلا مع الوقت، لكن ما بدا في الأمسية الباريسية أنّها تستحق أن يُنتظر تعاونها القادم، وتعاملُ الجمهور معها ليس كوجه لكنه كرحلة.

إذا تحب، أستطيع أن أرسل لك تحليلًا مرئيًا لإطلالتها في باريس (تصميم الفستان، المصمم، المقارنات)، أو نبذة مفصّلة عن إمكانيات أدائها في “على كلاي” و”صقر وكناريا”—هل أعدّه لك؟

Scroll to Top