هل فحص «رسم العصب» مؤلم؟ وما الذي يجب أن تعرفه قبل الإجراء؟

عندما يُطلب منك إجراء فحص يُعرف باسم دراسة توصيل العصب (NCS) أو أحياناً إلى جانب تخطيط كهربية العضل (EMG)، قد تراودك مجموعة من التساؤلات: هل هو مؤلم؟ ما الذي سأشعر به؟ هل هناك مخاطر؟ في هذا المقال الصحفي نأخذك خطوة بخطوة في رحلة هذا الفحص، مُسلّطين الضوء على ما يمكنك توقعه، وما يتداول بين المرضى من خبرات، حتى تخرج مطمئناً أكثر ويقلّ القلق.

ما هو تحليل توصيل العصب + EMG؟

  • فحص NCS أو دراسة توصيل العصب هو اختبار يُستخدم لتقييم وظيفة الأعصاب المحيطية (أي الأعصاب التي تقع خارج الدماغ والنخاع الشوكي) من خلال تمرير نبضات كهربائية خفيفة ثم تسجيل سرعتها واستجابتها. (Cleveland Clinic)
  • غالباً يُجرى هذا الفحص إلى جانب تخطيط كهربية العضل (EMG) الذي يتضمّن إدخال إبرة رفيعة إلى داخل العضلة ليتم تسجيل النشاط الكهربائي للعضلة والأعصاب التي تغذّيها. (health.harvard.edu)
  • يُطلب هذا النوع من الفحوصات عند وجود أعراض مثل التنميل، أو الضعف العضلي، أو وخز أو ألم غير مفسّر في الأطراف. (Johns Hopkins Medicine)

كيف تستعدّ للفحص؟

من المهم أن تكون مستعداً نفسياً ومعنوياً – فالفحص ليس مريعاً لكن بعض التفاصيل تساعد على جعله سلسّاً:

  • ارتدِ ملابس مريحة وواسعة، بحيث يمكن لفني الأعصاب الوصول بسهولة إلى اليدين أو الساقين أو المناطق التي سيتم فحصها. (Aga Khan University Hospital)
  • لا تضع كريمات أو لوشن أو زيوت على الجلد في يوم الفحص، لأن ذلك قد يعيق التصاق الأقطاب ويقلّل دقة القياس. (Memorial Sloan Kettering Cancer Center)
  • إذا كنت تستخدم أجهزة طبية مزروعة (مثل منظم ضربات القلب) أو كنت تتناول أدوية مميّعة للدم أو لديك اضطراب نزيفي، أخبر الطبيب قبل الفحص. (Aga Khan University Hospital)
  • لا تحتاج عادة للصيام أو تغيّير كبير في نمط حياتك، لكن يُفضّل الاستحمام صباح يوم الفحص وتنظيف الجلد جيداً. (Memorial Sloan Kettering Cancer Center)

ماذا يحدث أثناء الفحص؟

الجزء الأول: دراسة توصيل العصب (NCS)

  • تستلقي أو تجلس في وضع مريح، ويقوم الفني بتثبيت أقطاب كهربائية لاصقة (Electrodes) على الجلد قرب العصب المراد فحصه. (Johns Hopkins Medicine)
  • يُعطى نبض كهربائي خفيف جداً عبر أحد الأقطاب، ويُسجَّل الردّ عبر آخر. غالباً ما تشعر بوخز أو تنميل خفيف جداً، أو ارتعاش بسيط في العضلة. (Cleveland Clinic)
  • الإحساس غالباً سريع الزوال: بعض الأشخاص يصِفون الشعور بأنه يشبه «صعقة كهربائية صغيرة» أو «وخزة» سريعة. (health.harvard.edu)

الجزء الثاني (إن لزم الأمر): تخطيط كهربية العضل (EMG)

  • في بعض الحالات، يُدخل الطبيب إبرة رفيعة داخل العضلة ليُسجّل النشاط الكهربائي ضمنها. هذا الجزء قد يكون أكثر إزعاجاً من اختبار NCS، لكن ليس بطبيعته مؤلماً بشكل كبير. (health.harvard.edu)
  • قد يُطلب منك أثناء وجود الإبرة أن تشدّ العضلة أو تُرخِها قليلاً كي يسجّل الطبيب كيف تستجيب. (The NeuroMedical Center)

هل هذا الفحص مؤلم؟ الحقيقة كما تقولها الدراسات

  • القول الأوّل: لا، الفحص ليس مؤلماً بمعنى الألم الشديد أو الطويل. مثلاً، Cleveland Clinic توضح أن «الإحساس قد يكون مفاجئاً لكنه لا يجب أن يكون مؤلماً». (Cleveland Clinic)
  • قد تشعر بعدم راحة أو تنميل سريع أو ارتجاف في العضلة، لكنه غالباً يمضي بسرعة. (The NeuroMedical Center)
  • ومع ذلك، بعض المرضى أبلغوا عن شعور أكبر من المتوقع، خصوصاً في الجزء المتعلّق بالإبرة. في منتديات المرضى يُشار إلى تجارب متفاوتة: “EMG’s (aka. nerve conduction studies) are painful… I’ve had a couple and they were both awful.” (Reddit)
    لكن هذه تجارب فردية، وليس ما يشهده الغالبية.
  • بحسب المصادر، لا توجد مخاطر كبيرة مع هذا الفحص، والإحساس غير المريح قصير الزمن، والآثار الجانبية نادرة. (Healthline)

ماذا بعد الفحص؟ وما هي النتائج؟

  • بعد انتهاء الفحص، يمكنك عادة استئناف حياتك اليومية دون قيود كبيرة، ما عدا أن بعض الأشخاص قد يشعرون بوخز أو تنميل بسيط أو ارتعاش في العضلة لبضع ساعات. (The NeuroMedical Center)
  • النتائج لن تظهر فوراً دائماً — قد تستغرق 1-2 يوم أو أكثر ليُعد الطبيب التقارير ويُفسّرها. (WebMD)
  • بناءً على النتائج، الطبيب سيحدّد ما إذا كان هناك تلف في العصب أو خلل في العضلة وسيضع خطة علاج أو متابعة. (Johns Hopkins Medicine)
  • في حال شعرت بألم شديد أو احمرار أو تورّم في موقع الإبرة أو الأقطاب — يجب عليك التواصل مع الطبيب، رغم أن ذلك نادر جداً. (The NeuroMedical Center)

نصائح لجعل التجربة أفضل

  • خذ نفساً عميقاً واسترخِ أثناء وضع الأقطاب والإبر، فالتوتر يزيد من الشعور بالانزعاج.
  • اسأل الطبيب أو الفني عن ما سيحدث أثناء كل خطوة — المعرفة تزيل جزءاً من الخوف.
  • أخبر الطبيب مسبقاً إن كنت تخشاها الإبر أو لديك تجربة سيّئة سابقة؛ قد يُساهم هذا في جعل العملية أكثر راحة.
  • بعد الفحص، اشرب ماءً كافياً وحاول تحفيز الدورة الدموية بلطف (مثلاً تنقّل ببطء) حتى إذا شعرت بارتعاش طفيف.
  • احتفظ بالملابس الفضفاضة التي ارتديتها؛ قد يُفضّل الاحتفاظ بها حتى تعرف إن كنت تحتاج للراحة أم لا.

خاتمة

في نهاية المطاف، يمكن القول: إجراء دراسة توصيل العصب (NCS) أو تخطيط كهربية العضل (EMG) لا يُعتبر من الفحوصات المؤلمة بنحو كبير كما يتخيل البعض. نعم، قد تشعر ببعض الوخز أو عدم الراحة، وربّما جرعة خفيفة من القلق قبل الدخول إلى غرفة الفحص، لكن غالبية المرضى ينجزون الاختبار دون ألم شديد أو مضاعفات. الأهم أن تشعر بأنك مُشارك في خطوة تشخيصية مهمة — خطوة نحو فهم ما يحدث في جسمك والعثور على سبب الأعراض التي ربما تزعجك. وعندما تكون مستعداً، ستقوم بهذه الخطوة بثقة أكبر وبأقلّ قدر من القلق.

Scroll to Top