ما هو؟
يُشير التهاب المفصل العجزي الحرقفي — المعروف بالإنجليزية بـ Sacroiliitis — إلى التهاب أو تهيّج في المفصل العجزي الحرقفي، وهو المفصل الذي يقع بين العجز (أسفل العمود الفقري) وعظمة الحرقفة (جزء من الحوض). (Mayo Clinic)
هذا المفصل يساهم في نقل وزن الصدر والجذع إلى الأطراف السفلية، وكذلك في امتصاص الصدمات والاهتزازات أثناء الحركة. (WebMD)
هل هو خطير؟
بشكل عام، فإن التهاب المفصل العجزي الحرقفي ليس خطيراً بالمعنى الذي يهدّد الحياة مباشرة، ولكنّه يُعدّ حالة تحتاج إلى انتباه ولا يجوز تجاهلها.
- من جهة، يمكن علاج معظم الحالات بإجراءات محافظة مثل الأدوية، العلاج الطبيعي، وتعديل نمط الحياة. (Mayo Clinic)
- لكن من جهة أخرى، إذا تُرك الالتهاب دون علاج، فقد يؤدي إلى مضاعفات تؤثر على جودة الحياة، وتُسبب ألماً مزمناً، تقييداً للحركة، أو تفاقماً في الحالات المرتبطة بأمراض التهابية أخرى. (Mayo Clinic)
لماذا قد يبدو “خطيراً”؟
- الألم المستمر في أسفل الظهر أو الحوض قد يُعيق الأنشطة اليومية (الوقوف، المشي، الجلوس لفترات طويلة). (Mayo Clinic)
- قد يحدث تصلّب أو ضعف في المفصل أو الأنسجة المحيطة به مما يُقلّل مرونة الحوض وراحة الحركة.
- في الحالات التي يكون فيها الالتهاب جزءاً من أمراض التهابية شاملة مثل التهاب الفقار اللاصق أو أمراض الأمعاء الالتهابية، فإن الحالة قد تستدعي متابعة خاصة. (Medical News Today)
- الألم المزمن قد يؤدي إلى تعب نفسي أو انخفاض جودة الحياة نتيجة القيود التي تفرضها الحركة المحدودة.
بالتالي، يمكن القول: الحالة قابلة للسيطرة غالباً، لكنها تستدعي التشخيص المبكر والمتابعة المناسبة لتجنّب المضاعفات.
ما هي الأسباب والعوامل المُساهمة؟
- الضغوط الميكانيكية المتكرّرة على المفصل (مثل رفع الأثقال، أو الجلوس أو الوقوف لفترات طويلة) يمكن أن تؤدي إلى التهاب. (Spine-health)
- الإصابات أو الحوادث التي تصيب منطقة الحوض أو الحوض السفلي. (NCBI)
- بعض الأمراض الالتهابية مثل التهاب الفقار اللاصق، أو الأمراض التي تؤثر على المفاصل البَحْرانية. (Medical News Today)
- تغيّرات في الحمل أو ما بعد الولادة التي تؤثر على استقرار المفصل أو الأربطة المحيطة. (Spine-health)
- التقدم في السن أو التآكل المفصلي (الفُصال). (Medindia)
كيف تعرف إن كنت مصاباً؟
الأعراض الشائعة:
- ألم في أسفل الظهر أو في منطقة الحوض أو الأرداف، وقد يمتد أحياناً إلى الفخذ أو الساق. (Cleveland Clinic)
- شعور بالتصلّب في الحوض أو أسفل الظهر، خاصة بعد الجلوس أو الوقوف لفترات طويلة. (Medical News Today)
- الألم يزداد أحياناً عند صعود السلالم، أو الانحناء أو تغيير الوضع فجأة. (md-health.com)
- قد يُرافقه شعور بعدم الاستقرار في منطقة الحوض أو المفصل. (Spine-health)
التشخيص:
- الفحص البدني من الطبيب الذي قد يضغط على منطقة الحوض أو يحرك الساق في أوضاع معيّنة لتحديد مصدر الألم. (Mayo Clinic)
- التصوير الطبي: مثل الأشعة السينية (X-ray)، أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) لتقييم حالة المفصل والتغيرات فيه. (Mayo Clinic)
- في بعض الحالات، قد يستخدم الطبيب حقن تخدير موضعي داخل المفصل لتأكيد التشخيص: إذا هدّ الألم عند التخدير، فالاحتمال يُرجّح أن المفصل هو مصدر الألم. (Mayo Clinic)
ماذا يحدث إذا تمّ إهمال الحالة؟
- استمرار الألم والتحسّن البطيء أو عدم التحسّن.
- ضعف الحركة، صعوبة الانحناء، أو الجلوس أو حتى الجلوس لفترات طويلة.
- تفاقم التهاب المفصل أو انتقال الالتهاب إلى المفاصل المجاورة أو الضغوط على الأعصاب المحيطة.
- التأثير على نوعية الحياة: النوم، الأنشطة اليومية، العمل، المجال الاجتماعي.
- في بعض الحالات التي ترتبط بأمراض التهابية، قد تتطوّر إلى تغيّرات مزمنة في المفصل أو الحوض.
كيف تُعالَج؟ وما هي الخيارات؟
الخطوات الأولى – العلاج المحافظ:
- الراحة النسبية وتجنّب الحركات التي تُفاقم الألم أو تشدّ المفصل. (Healthline)
- الأدوية المضادة للالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) مثل الإيبوبروفين أو النابروكسين. (Mayo Clinic)
- العلاج الطبيعي: تمارين لتقوية عضلات الحوض والظهر، وتحسين وضعية الجسم وتقليل الضغط على المفصل. (Healthline)
خيارات إضافية إذا لزم الأمر:
- حقن المفصل بالكورتيزون لتقليل الالتهاب. (Mayo Clinic)
- تقنية تردد الراديو (Radiofrequency ablation) أو تحفيز كهربائي في حالات الألم المزمن الشديد. (Mayo Clinic)
- الجراحة (نادراً) مثل دمج المفصل (joint fusion) عندما تفشل كل العلاجات الأخرى. (Mayo Clinic)
نمط الحياة وتعديلات أخرى:
- تحسين وضعية الجلوس والوقوف وتجنّب تحميل وزن زائد على المفصل.
- إدارة الوزن وخفض الضغط على الحوض.
- استخدام وسائد داعمة أو تعديل حجم الجلوس أو الوقوف لفترات طويلة.
- في حالات الحمل: المتابعة مع الطبيب لتخفيف الضغوط على المفصل أثناء الحمل وبعده.
نصائح للمريض — ماذا تفعل؟
- إذا شعرت بألم مستمر في أسفل الظهر أو الحوض لم يزول خلال أيام، فاستشر طبيباً مختصاً مبكّراً.
- لا تنتظر حتى يصبح الألم الشديد أو الحركة شبه معدومة — التشخيص المبكر يسهم كثيراً في تجنّب المضاعفات.
- التزم بالعلاج الذي يصفه الطبيب (دواء، علاج طبيعي، تعديل نمط الحياة)، ولا تتوقّف عند أول تحسّن جزئي.
- تابع معيّة تغيّرات الأعراض — هل الألم يقل؟ هل الحركة أفضل؟ هل الوضعية أصبحت أسهل؟ إن لم يكن هناك تحسّن، فعُد للطبيب.
- احرص على التواصل الجيّد مع الطبيب: أبلغ عن أي أعراض جديدة، مثل فقدان الإحساس في الساق أو تغيّر في المشي أو التأثر الليلي للنوم.
- لا تهمِل الجانب النفسي: الألم المزمن قد يُثقل حالتك النفسية، فاهتم بجودة النوم والأنشطة اليومية والدعم النفسي إذا لزم الأمر.
متى ينبغي أن تكون “مقلِقاً”؟
على الرغم من أن معظم الحالات قابلة للعلاج، إلا أن هناك بعض المؤشرات التي تستلزم مراجعة فورية للطبيب أو المتابعة الحثيثة:
- ألم شديد جداً لا يُستجاب للعلاج المحافظ.
- ضعف أو تنميل في الساقين أو فقدان السيطرة على المثانة أو الأمعاء (قد يشير إلى ضغط على الأعصاب).
- ارتفاع حرارة مفصل الحوض مع احمرار أو تورّم كبير (قد يدلّ على التهاب أو عدوى).
- في حالة وجود أمراض مناعية أو التهابية معروفة (مثل التهاب الفقار اللاصق) — هنا المتابعة ضرورية لتفادي حدوث تغيّرات هيكلية.
في الختام
يُمثّل التهاب المفصل العجزي الحرقفي حالةً طبيّة تستدعي الاهتمام، لكنها ليست محكوماً عليها بالإهمال دون أمل. بالعكس، يمكن بإذن الله أن يتحسّن الوضع كثيراً عبر التشخيص المناسب، وتطبيق العلاج، وإدخال تغييرات في نمط الحياة.
إن اتخذت القرار بأن “أهتم الآن” وليس “أنتظر حتى يزداد الأمر سوءاً”، فأنت في الطريق الصحيح لاستعادة الأداء الحركي والنشاط اليومي بشكل أفضل.


