هل تعلم للاذاعه المدرسية عن الإسراء والمعراج

إليك مقترحًا لمقال صحفي متكامل باللغة العربية حول رحلة الإسراء والمعراج، يمكن استخدامه كمرجع أو منشور إذاعي أو تثقيفي في المدرسة:

بين ليلة وعبر: الإسراءُ والمعراجُ رحلةُ النور

في قلب التاريخ الإسلامي تضيء ليلة عظيمة، هي ليلة الإسراء والمعراج، تلك التي أسرى الله فيها بنبيه محمد ﷺ من مكة إلى المسجد الأقصى، ثم عرجه إلى السماوات السبع ليطلع على آيات قدرته ويُؤمَّن على أمته فرض الصلوات الخمس. إنها ليلة تجمع بين الأرض والسماء، بين المسير المادي والارتقاء الروحي، فجعلت للنبي ﷺ مقامًا ساميًا، وللأمة نورًا يهتدي به على مرّ الدهور.

في هذا المقال نغوص في أحداث هذه الرحلة، نفكّ روابطها التاريخية، نستلهم منها الدروس والعبر، ونبرز أهميتها في وجداننا المعاصر.

الإسراء أولًا: من مكة إلى الأقصى

يبدأ الحديث في القرآن الكريم بسورة “الإسراء” (المعروفة أيضًا بسورة بني إسرائيل) حينما قال تعالى:

«سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيهِ مِنْ آيَاتِنَا …» ﴿الإسراء: 1﴾ (Islamweb)

الإسراء يدلّ على السير ليلاً، وقيل في اللغة “أسرى” بمعنى سار ليلًا. وشرعًا، يُشير إلى رحلة النبي ﷺ من المسجد الحرام في مكة إلى المسجد الأقصى في بيت المقدس. (alqayim.org)
ويؤكد جمهور العلماء أن الرحلة لم تقتصر على الروح بل شملت جسد النبي ﷺ أيضًا، بل كانت في حالة يقظة، وليست منامًا، كما ورد في تفاسير أهل العلم. (Islamweb)

في بيت المقدس صلى صلى الله عليه وسلم فيه ركعتين إمامًا بالأنبياء (يعني اختُير ليكون إمامهم في الصلاة)، ثم ابتدأت مرحلة المعراج من هناك. (Islamweb)

المعراج: من الأرض إلى الأعالي

بعد أن أنهى النبي ﷺ صلاة في المسجد الأقصى، ابتدأت مرحلة المعراج، الارتقاء السماوي، حيث عرج به الله ﷺ بصحبة جبريل عليه السلام إلى السماوات السبع، ثم وصل إلى سدرة المنتهى، وعرج إلى ما فوقها، حتى كلمه الله عز وجل. (Islamweb)

في هذه الرحلة رأى النبي ﷺ عظمة السلطان، ورأى من آيات ربّه الكبرى — الجنة والنار، ما خلق الله من خلق، الملائكة، الأنبياء — وكل ذلك ليقيم على قلبه الإيمان وتُثبت الرسالة. (الجزيرة نت)

حدث خلال المعراج أن فرض الله على أمته الصلاة خمس مرات، وهي الركن الذي يربط الإنسان بربّه خمس مرات في اليوم والليلة. (BinBaz)

ثم، عاد النبي ﷺ في نفس الليلة إلى مكة، فوجد نفسه في فراشه كما لو أن الرحلة لم تطِئه، في معجزة الرب العظيم. (بوابة الأهرام)

الحكمة والعبر في الإسراء والمعارج

إن هذه المعجزة ليست قصة للتغني بها فحسب، بل تحمل في طياتها دروسًا عميقة يجب أن نتأملها:

  1. تكريم للنبي ﷺ وتثبيت للمؤمنين
    بعد أن عانى من الأذى والصدود في مكة ـ خصوصًا بعد وفاة زوجته خديجة وعمه أبي طالب ـ أمره الله برحلة تُطمئن قلبه، وتُعلن أن هذه الرسالة ليست بدعة، بل أن الله يراه ويكافئه. (الجزيرة نت)
  2. الربط بين الأرض والسماء، وبين الدعوة المحلية والرسالة العالمية
    الإسراء جمع بين مكة والأقصى، والمعراج جمعت بين السماء والأرض. فالأمة التي ترسّخ علمها وتدينها لا تبقى محلية بل تتّسع لتكون أمّة عالمية. (الجزيرة نت)
  3. أهمية الصلاة ودورها المحوري في حياة المسلم
    فرض الله الصلاة في هذه الليلة نوع من العطاء العظيم والتثبيت للأمة، لتكون العبادة اتصالاً دائمًا بين العبد وربّه في زمن وساعة ومكان. (BinBaz)
  4. أن الآيات التي رآها النبي ﷺ تزيد الإيمان والتذكرة
    لم تُرِ النبي ﷺ شيء من ذلك إلا ليرى قدر الله في كل مخلوق، وليتدبّر المؤمنون قدرة الخالق والعظمة التي تفوق تصور البشر. (الجزيرة نت)
  5. الصبر والثبات في مواجهة المحن
    حينما يمر الإنسان بظروف صعبة، عليه أن يتذكر أن رحمته تعالى قريبة، وأن بعد البلاء منحة، كما جرت مع النبي ﷺ في تلك الليلة. (الجزيرة نت)

هل تعلم … معلومات لإذاعة المدرسة عن الإسراء والمعراج

  • هل تعلم أن الإسراء هو الانتقال الليلي من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى؟
  • هل تعلم أن المعراج هو صعود النبي ﷺ من الأقصى إلى السماوات العلى؟
  • هل تعلم أن هذه الرحلة وقعت في ليلة واحدة بجسد وروح النبي ﷺ؟ (Islamweb)
  • هل تعلم أن النبي ﷺ صلّى إمامًا بالأنبياء في المسجد الأقصى في تلك الليلة؟
  • هل تعلم أن فرض الصلوات الخمس نزلت في ليلة الإسراء والمعراج؟ (BinBaz)
  • هل تعلم أن النبي ﷺ رأى في المعراج عذاب أعداء الله وأجر المؤمنين؟
  • هل تعلم أن الله أكرم النبي ﷺ برؤية الآيات الكبرى ورؤيته لعرشه وسدرة المنتهى؟
  • هل تعلم أن هذه الرحلة كانت بمشيئة الله وحده، لتكون معجزة لا مثيل لها في تاريخ البشر؟

لمسة فكرية: الإسراء والمعراج في زمن العلم والتكنولوجيا

في عصرنا الحاضر، حيث الفضاء الخارجي والاستكشاف التكنولوجي أصبح حقيقة، قد يسأل البعض: هل تُعد معجزة الإسراء والمعراج موافقة لعصر الفضاء؟ الجواب يكمن في أن المعجزة ليست في المسافة المكوكية بحد ذاتها، بل في القدرة الإلهية التي تتجاوز الزمان والمكان، في قدرة تُعرّف الإنسان على محدوديته، وتذكره بأن هناك فوق السماوات ما لا تُدركه العيون.

كما أنها تذكير بأن العلم والروح لا يتعارضان؛ بل الإنسان المُكمل هو الذي يوازن بين المعرفة الدنيوية والتقصي العلمي وبين تقوى النفس والعبادة. فكما نكتشف النجوم ونفكّ أسرار الكون، فإن الإسراء والمعراج يعلمنا أن الأعمق من الكون هو ما في النفس وما وراءها.

خاتمة: نور لا يفنى في قلوب المؤمنين

ليلة الإسراء والمعراج ليست مجرد ذكرى تُستعاد سنويًا، بل هي مرآة نورٍ تتلألأ في قلب الأمة، تذكرها بمكانتها، برسالتها، وبعظيمة الله الذي يقدر على كل شيء. من مكة إلى بيت المقدس، ثم من بيت المقدس إلى العلاء، كان النبي ﷺ في رحلة لا تُقاس بالأميال، بل تُقاس بالإيمان والتسليم.

إنما نحتفل بهذه الليلة لنجدد العهد مع الله، نعيد ترتيب قلوبنا، نسأل أن يجعلنا ممن يقتدي بالنبي ﷺ، ممن يربط الصلاة بوجوده، ومن ممن يؤمن بأن الله يرى مهما بعد البُعد، وأن العبد إذا سعى بنور الحق، فإن السموات والأرض معها شهود.

Scroll to Top